×

 إلاَّ الله سبحانه وتعالى، فلا تَشَابُه إذًا في الخارج والواقع أبدًا؛ لأن الخالق سبحانه وتعالى لا يشبهه شيء ﴿لَيۡسَ كَمِثۡلِهِۦ شَيۡءٞۖ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ [الشورى: 11].

ولا يلزم من إثبات الأسماء والصفات التشبيه - كما يقول المعطِّلة والمؤوِّلة - وإنما هذا من قصور أفهامهم، أو ضلالهم ورغبتهم عن الحق!!

وإلا فكُلٌّ يَعْلَم الفرق بين المخلوق والخالق سبحانه وتعالى. كما أن المخلوقات نفسها فيها فوارق!

فليس - مثلاً - الفيل مثل الهرَّة أو البعوضة أبدًا، وإن اشتركت في بعض الصفات، فالبعوضة لها سمع والفيل له سمع، والبعوضة لها بصر والفيل له بصر، فهل يقتضي ذلك أن تكون البعوضة مثل الفيل؟ الجواب: لا، وإن اشتركت في الأسماء فلا تشترك في الحقائق والمعاني.

فإذا كان هذا الفارق بين المخلوقات، فكيف بين الخالق سبحانه وتعالى والمخلوقين؟!

نحن نُقِر لله سبحانه وتعالى بما أثبته لنفسه أو أثبته له رسوله، من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل.

الله عز وجل قال: ﴿لَيۡسَ كَمِثۡلِهِۦ شَيۡءٞۖ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ.

نفى المِثْلية وأثبت السمع والبصر، فدل على أن إثبات السمع والبصر وغيرهما من الصفات لا يقتضي المِثْلية.

وقال عز وجل: ﴿فَلَا تَضۡرِبُواْ لِلَّهِ ٱلۡأَمۡثَالَۚ إِنَّ ٱللَّهَ يَعۡلَمُ وَأَنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ [النحل: 74]، الله سبحانه وتعالى لا يشبهه أحد من خلقه.


الشرح