لا تُقْبَل، قال صلى الله
عليه وسلم: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ
عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» ([1])، وفي رواية: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا
لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ» ([2]).
فالعبادة لا تكون عبادة إلاَّ بشرطين: الإخلاص لله عز وجل، والمتابعة
للرسول صلى الله عليه وسلم.
وهذا هو معنى الشهادتين: «شهادة أن لا
إله إلاَّ الله»، فمعناها: الإخلاص لله عز وجل، و «شهادة أن محمدًا رسول الله»، ومعناها: المتابعة للرسول صلى الله عليه
وسلم.
فالعبادات لا يصلح أن يكون فيها شيء من الاستحسانات البشرية، أو استدراكات
العقول... أو غير ذلك، مهما حَسُنت نية الفاعل، ما دام أنها بدعة.
فلو أن إنسانًا - مثلاً - قال: «الصلوات خمس، وأنا أريد زيادة خير؛ ولذلك سوف أصلي فريضة سادسة»!!
نقول: لا، هذا باطل؛ لأن هذا شيء لم يشرعه الله ولا رسوله، وإن كان قصدك حسنًا،
فهو عمل مردود وباطل.
فلما جاء ثلاثة نفر من الصحابة إلى بيت النبي صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادته؛ من أجل أن يقتدوا به، فذَكَر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم لهؤلاء الرهط عبادة النبي صلى الله عليه وسلم، فكأنهم تقالُّوها، ولكن اعتذروا بأن الرسول صلى الله عليه وسلم مغفور له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وقالوا: أين نحن من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟! فقد غُفِر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر! فقال أحدهم: أنا أصلي
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1718).