×

قوله: وقول الله تعالى: ﴿ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَلَمۡ يَلۡبِسُوٓاْ إِيمَٰنَهُم بِظُلۡمٍ أُوْلَٰٓئِكَ لَهُمُ ٱلۡأَمۡنُ وَهُم مُّهۡتَدُونَ، واللَّبْس: الخَلْط. والمراد بالظلم هنا الشرك الأكبر؛ لِما ثَبَت في حديث ابن مسعود وغيره مرفوعًا: «إِنَّمَا هُوَ الشِّرْكُ أَلَمْ تَسْمَعُوا مَا قَالَ لُقْمَانُ لاِبْنِهِ: ﴿إِنَّ ٱلشِّرۡكَ لَظُلۡمٌ عَظِيمٞ [لقمان: 13] ؟» ([1]).

أراد أن مَن لم يجتنب الشرك لم يحصل له أمن ولا اهتداء بالكلية.

وأما مَن سَلِم منه فيحصل له من الأمن والاهتداء بحَسَب مَقامه في الإسلام والإيمان.

فلا يحصل الأمن التام والاهتداء التام إلاَّ لمن لم يَلْقَ الله بكبيرة مصرًّا عليها.

فأما إن كان للموحِّد ذنوب لم يتب منها، حصل له من الأمن والاهتداء بحَسَب توحيده، وفاته منه بقدر معصيته.

كما قال عز وجل: ﴿ثُمَّ أَوۡرَثۡنَا ٱلۡكِتَٰبَ ٱلَّذِينَ ٱصۡطَفَيۡنَا مِنۡ عِبَادِنَاۖ فَمِنۡهُمۡ ظَالِمٞ لِّنَفۡسِهِۦ وَمِنۡهُم مُّقۡتَصِدٞ وَمِنۡهُمۡ سَابِقُۢ بِٱلۡخَيۡرَٰتِ بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَضۡلُ ٱلۡكَبِيرُ [فاطر: 32].

فالظالم لنفسه: هو الذي خَلَط عملاً صالحًا وآخَر سيئًا، فهو تحت مشيئة الله؛ إن شاء غَفَر له، وإن شاء أَخَذه بذنبه ونجاه بتوحيده من الخلود في النار.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (3360)، ومسلم رقم (124).