قوله صلى الله عليه وسلم: «وَالجَنَّة
حَقٌّ، وَالنَّارَ حَقٌّ»، أي: أن الجنة التي وَعَدها الله المتقين حق، والنار
التي وَعَدها الله الكافرين حق.
وفي هذا رَدٌّ على الملاحدة الذين لا يؤمنون بالجنة والنار ولا بالبعث والحساب.
ورَدٌّ على المشركين الذين يجحدون البعث والجزاء يوم القيامة.
فـ«مَنْ شَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ
إلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ
وَرَسُولُهُ، وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا
إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ، وَالجَنَّةَ حَقٌّ، وَالنَّارَ حَقٌّ»، قاله
واعتقده ونطق به «أَدْخَلَهُ اللَّهُ
الجَنَّةَ»، هذا وعد من الله بسبب توحيده، وَعْد له بدخول الجنة وأَمْن من
العذاب، «عَلَى مَا كَانَ مِنَ العَمَلِ»
يعني: ولو كان عنده ذنوب ومعاصٍ دون الشرك، فإنه موعود بدخول الجنة؛ إما ابتداء من
غير تعذيب، وإما بعد تعذيبه في النار. وقيل: معنى «عَلَى مَا كَانَ مِنَ العَمَلِ» أي: تكون منزلته في الجنة بحَسَب
عمله؛ لأن أهل الجنة يتفاوتون في منازلهم بحَسَب أعمالهم. لكن الظاهر هو المعنى
الأول، أنه يَدخل الجنة على ما كان من العمل ولو كان عنده شيء من المعاصي التي هي
دون الشرك.
· فهذا الحديث حديث عظيم، فيه البراءة من الأديان الثلاثة:
- دين المشركين الذين لا يشهدون أَنْ لا إله إلاَّ الله.
- ودين اليهود الذين يجحدون رسالة عيسى عليه السلام ومحمد صلى الله عليه وسلم.
- ودين النصارى الذين يعتقدون في المسيح الإلهية، وأنه الله،