فكم
ضَلَّ بسبب الجهل بمعناها مَن ضل!! وهم الأكثرون، فقلبوا حقيقة المعنى، فأثبتوا
الإلهية المنفية لمن نُفِيت عنه من المخلوقين أرباب القبور والمَشاهد، والطواغيت،
والأشجار والأحجار، والجن... وغير ذلك.
واتخذوا
ذلك دِينًا، وشَبَّهوا وزخرفوا، واتخذوا التوحيد بدعة، وأنكروه على مَن دعاهم
إليه، فلم يعرفوا منها ما عَرَف أهل الجاهلية من كفار قريش ونحوهم؛ فإنهم عَرَفوا
معناها، وأنكروا ما دلَّت عليه من الإخلاص؛ كما قال عز وجل: ﴿إِنَّهُمۡ
كَانُوٓاْ إِذَا قِيلَ لَهُمۡ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا ٱللَّهُ يَسۡتَكۡبِرُونَ
٣٥وَيَقُولُونَ أَئِنَّا لَتَارِكُوٓاْ ءَالِهَتِنَا لِشَاعِرٖ مَّجۡنُونِۢ ٣٦﴾ [الصافات: 35-
36].
والمشركون
من أواخر هذه الأمة أنكروا ما أنكره أولئك على من دعاهم إلى ترك عبادة ما كانوا
يعبدونه من دون الله؛ من القبور والمشاهد، والطواغيت... ونحوها.
فأولئك
عَرَفوا هذا المعنى وأنكروه، وهؤلاء جَهِلوا هذا المعنى وأنكروه؛ لهذا تجده يقول:
«لا إله إلاَّ الله» وهو يدعو مع الله غيره.
**********
أثبتوا المنفيَّ وهو الشرك،
فاعتقدوا الشرك في القبور والأشجار والأحجار والأصنام، ونَفَوا المُثْبَت وهو
إفراد الله بالعبادة. فهم خالفوا وعكسوا هذه الكلمة العظيمة، وإن كانوا يقولونها
بألسنتهم.