×

قال ابن القيم رحمه الله: الإله هو الذي تألهه القلوب؛ محبة وإجلالاً، وإنابة، وإكرامًا وتعظيمًا، وذلًّا وخضوعًا، وخوفًا ورجاء وتوكلاً.

وقال الوزير أبو المظفر رحمه الله في «الإفصاح»: قوله: «شهادة أن لا إله إلاَّ الله» يقتضي أن يكون الشاهد عالمًا بـ «أن لا إله إلاَّ الله» كما قال عز وجل: ﴿فَٱعۡلَمۡ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا ٱللَّهُ [محمد: 19].

قال: واسم «الله» مرتفع بعد «إلا» من حيث إنه الواجب له الإلهية، فلا يستحقها غيره سبحانه.

قال: وجملة الفائدة في ذلك أن تعلم أن هذه الكلمة مشتملة على الكفر بالطاغوت وعلى الإيمان بالله، فإنك لما نفيت الإلهية وأثبتَّ الإيجاب لله كنت ممن كفر بالطاغوت وآمن بالله.

وقال ابن رجب رحمه الله: الإله هو الذي يطاع فلا يُعْصَى؛ هيبةً له وإجلالاً ومحبة، وخوفًا ورجاءً، وتوكلاً عليه، وسؤالاً منه ودعاءً له. ولا يصلح ذلك كله إلاَّ لله عز وجل.

فمَن أشرك مخلوقًا في شيء من هذه الأمور - التي هي من خصائص الإلهية - كان ذلك قدحًا في إخلاصه في قول: «لا إله إلاَّ الله»، وكان فيه من عبودية المخلوق بحَسَب ما فيه من ذلك.

وقال البِقاعي: «لا إله إلاَّ الله»، أي: انتفى انتفاءً عظيمًا أن يكون معبود بحق غير الملك الأعظم.


الشرح