×

 قال: وهذا العلم هو من أعظم الذكرى المنجية من أهوال الساعة.

وإنما يكون علمًا إذا كان نافعًا، وإنما يكون نافعًا إذا كان مع الإذعان والعمل بما تقتضيه. وإلا فهو جهل صِرْف.

**********

الوزير أبو المظفر؛ سُمِّي الوزير لأنه استوزر لبعض الخلفاء، وكان من أجلَّة العلماء رضي الله عنهم، وله مُؤلَّف «الإفصاح عن شرح معاني الصحاح»، وهو شرح للجمع بين الصحيحين، ولما وصل إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهُّ فِي الدِّينِ» ([1]) كَتَب على هذا الحديث مجلدًا كاملاً، وذَكَر فيه رحمه الله اختلاف الأئمة الأربعة في كل مسألة، من باب الاستطراد. فهذا الكتاب المسمى بـ «الإفصاح» هو قطعة من شرحه على كتاب الجمع بين الصحيحين.

قوله: «قوله: شهادة أن لا إله إلاَّ الله يقتضي أن يكون الشاهد عالمًا بأن لا إله إلاَّ الله» هذا شرط، أن يَعْلَم بمعناها، أما أن يردد المرء كلامًا لا يفقه معناه فهذا لا يفيده شيئًا.

«إلا الله» هذا ما يسمونه بالاستثناء، إذا لم يُذكر المستثنى منه فإنه يجوز في المستثنى الرفع والنصب، يعني مرفوع بالضمة.

قال: «وجملة الفائدة في ذلك أن تعلم أن هذه الكلمة مشتملة على الكفر بالطاغوت وعلى الإيمان بالله» فكلمة التوحيد «لا إله إلاَّ الله» هي الكفر بالطاغوت والإيمان بالله. والطاغوت هو كل ما يُعْبَد من دون الله، والإيمان بالله هو التوحيد.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (71)، ومسلم رقم (1037).