ابن رجب رحمه الله له رسالة اسمها: «كلمة
الإخلاص» مطبوعة ومتداولة، وهي رسالة قيمة وجديرة بالعناية.
قال ابن رجب رحمه الله: «الإله هو
الذي يطاع فلا يعصى؛ هيبةً له، وإجلالاً، ومحبة، وخوفًا، ورجاءً، وتوكلاً عليه،
وسؤالاً منه، ودعاءً له»، فهو سبحانه الذي تصرف له العبادة بجميع أنواعها،
ومنها: الخوف، والرجاء، والرغبة، والرهبة، والذبح، والنذر، وسائر العبادات.
فلا يُسأل إلاَّ هو، ولا يُخاف إلاَّ منه، ولا يُرجى إلاَّ هو، ولا يُدعى
إلاَّ هو، سبحانه وتعالى، كل هذا داخل في معنى «لا إله إلاَّ الله».
فمَن دعا غير الله، أو ذبح لغير الله، أو نذر لغير الله؛ فإنه قد صرف
العبادة لغير الله سبحانه وتعالى، فلم يكن مخلصًا لله عز وجل، وإن كان يعبد الله
بأنواع من العبادات، ما دام أنه يعبد معه غيره فعبادته لله باطلة.
قال الله عز وجل في الحديث القدسي: «أَنَا
أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ، مَنْ عَمِلَ عَمَلاً أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي
غَيْرِي، تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ» ([1])، وفي لفظ آخر: «فَأَنَا مِنْهُ بَرِيءٌ، وَهُوَ لِلَّذِي
أَشْرَكَ» ([2]).
فهو سبحانه لا يَقبل من الأعمال إلاَّ ما كان خالصًا لوجهه الكريم، وصوابًا على سنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2985).