×

قلت: وهؤلاء المتأخرون جَهِلوا «لا إله إلاَّ الله»، وقلبوا حقيقة المعنى إلى معنى توحيد الربوبية، وهو القدرة على الاختراع، فأثبتوا ما نفته «لا إله إلاَّ الله» من الشرك، وأنكروا ما أثبتته من إخلاص العبادة لله؛ جهلاً منهم، وقد قال الله عز وجل: ﴿فَٱعۡبُدِ ٱللَّهَ مُخۡلِصٗا لَّهُ ٱلدِّينَ [الزمر: 2].

**********

أراد الشيخ عبد الرحمن بن حسن رحمه الله أن يبين جهل هؤلاء المتأخرين بمعنى كلمة التوحيد.

فَهُم في عقائدهم التي أَلَّفوها على قواعد المنطق وعلم الكلام - يفسرون التوحيد بأنه الإقرار بأن الله هو الخالق الرازق المحيي المميت، وأن الإله هو القادر على الاختراع.

فيقولون: «لا إله» يعني: لا قادر على الاختراع والخَلْق «إلا الله». وهذا هو توحيد المشركين الأولين؛ لأنهم يعترفون به ولم ينفعهم.

فهذا التفسير باطل وليس هو معنى التوحيد، إنما التوحيد هو إفراد الله عز وجل بالعبادة. أما الإقرار بالربوبية فهو لا يكفي ولا ينجي من عذاب الله.

ولذلك تجدهم ينكرون على من دعاهم إلى إفراد الله عز وجل بالعبادة وترك عبادة القبور، ويقولون له: «أنت خارج عن مذهب أهل السنة» و «هذا عَهِدنا عليه الناس وعليه العمل، ومن العلماء من لم ينكروه»، وأشباه ذلك.

سبحان الله!! هل العلم يؤخذ من عادات الناس وأهوائهم؟! لا، العلم يؤخذ من كتاب الله ومن سُنة رسوله صلى الله عليه وسلم، لاسيما علم التوحيد،


الشرح