لأنهم لم ينكروه ولم
يغاروا لله عز وجل. وأما الذين ينكرون فإن الله سبحانه وتعالى ينجيهم بسبب
إنكارهم، قال عز وجل: ﴿فَلَمَّا نَسُواْ
مَا ذُكِّرُواْ بِهِۦٓ أَنجَيۡنَا ٱلَّذِينَ يَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلسُّوٓءِ
وَأَخَذۡنَا ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابِۢ بَِٔيسِۢ بِمَا كَانُواْ يَفۡسُقُونَ﴾ [الأعراف: 165].
قوله: «وإذا كان كذلك، فما الظن بالقرن
العاشر وما بعده وقد استحكمت فيه الغربة؟!»؛ لأنه كلما تأخر الزمان كَثُر
الخَبَث، وكَثُر الشر، وقُبِض العلم، وبقي الجهل، واشتدت غربة الدين في آخر
الزمان، حتى اعتقدوا أن الشرك هو التوحيد، وأن التوحيد هو الشرك والكفر. فهل بعد
هذه الغربة غربة؟!