×

قوله في الحديث: «وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ» تأكيد لمعنى «لا إله إلاَّ الله» الذي دلت عليه ووُضعت له، من باب اللف والنشر المُقَدَّم والمُؤخَّر.

وهو بيان لحقيقة معنى هذه الكلمة؛ لأنها دلت بجملتها على التوحيد، فـ «لا إله» تنفي الشرك في العبادة قليله وكثيره، وبَيَّنه بقوله: «لاَ شَرِيكَ لَهُ» في إلهيته وهي العبادة.

وقوله: «وَحْدَهُ» هو معنى «إِلاَّ اللَّهُ» فهو الإله الحق وحده دون كل ما سواه من أهل السماوات والأرض؛ كما دلت على ذلك الآيات المحكمات ومتواتر الأحاديث الصحيحة.

فتدبر هذا البيان يطلعك على بطلان قول من يقول بجواز دعوة غير الله، والله عز وجل يقول لنبيه: ﴿فَلَا تَدۡعُ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَ فَتَكُونَ مِنَ ٱلۡمُعَذَّبِينَ [الشعراء: 213].

فقوله: «وَحْدَهُ» تأكيد للإثبات.

وقوله: «لاَ شَرِيكَ لَهُ» تأكيد للنفي.

وقوله: «وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ» أي: وشَهِد أن محمدًا عبده ورسوله، أي: بصدق ويقين؛ وذلك يقتضي اتباعه، وتعظيم أمره ونهيه، ولزوم سنته صلى الله عليه وسلم، وأن لا تُعارَض بقول أحد؛ لأن غيره صلى الله عليه وسلم يجوز عليه الخطأ، والنبي صلى الله عليه وسلم قد عصمه الله عز وجل، وأَمَرنا بطاعته والتأسي به، والوعيد على ترك طاعته بقوله عز وجل: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤۡمِنٖ وَلَا مُؤۡمِنَةٍ إِذَا قَضَى ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥٓ أَمۡرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ ٱلۡخِيَرَةُ مِنۡ أَمۡرِهِمۡۗ [الأحزاب: 36]،


الشرح