×

قال الإمام أحمد رحمه الله: «عَجِبْتُ لقوم عَرَفوا الإسناد وصحته، يذهبون إلى رأي سفيان والله تعالى يقول: ﴿فَلۡيَحۡذَرِ ٱلَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنۡ أَمۡرِهِۦٓ أَن تُصِيبَهُمۡ فِتۡنَةٌ أَوۡ يُصِيبَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٌ [النور: 63] أتدري ما الفتنة؟ الفتنة: الشرك، لعله إذا رد بعض قوله أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك» ([1]).

وقد وقع التفريط في المتابعة وتركها، وتقديم أقوال من يجوز عليهم الخطأ - على قوله صلى الله عليه وسلم، لاسيما من العلماء كما لا يخفى.

**********

يعني عَجِب الإمام أحمد رحمه الله من قوم يعرفون صحة الحديث ثم يخالفون إلى اجتهاد بعض العلماء، فيقولون: قال فلان.

فإذا خالف قولُ فلان قولَ الرسول صلى الله عليه وسلم فإنه لا يجوز الأخذ به، وإن كان إمامًا جليلاً؛ مثل سفيان الثوري.

فالأئمة يجتهدون ويريدون الحق، منهم من يصيبه ومنهم من يخطئه، فهم ليسوا معصومين، وكذلك لا يتعمَّدون مخالفة الرسول صلى الله عليه وسلم؛ بل إن حصل منهم شيء من المخالفة فإنه عن غير قصد، فهم رحمهم الله معذورون ومأجورون على اجتهادهم، لكن لا يجوز لمن عَرَف الخطأ أن يتبعه، وإن كان قول سفيان، أو قول الإمام أحمد، أو مالك، أو أبي حنيفة، أو الشافعي؛ لأنهم بشر يصيبون ويخطئون، ولم يعطهم الله عز وجل العصمة، كما أعطاها للرسول صلى الله عليه وسلم، فالنبي صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى أبدًا.


الشرح

([1])  أخرجه: ابن بطة في «الإبانة» رقم (97).