×

قوله: «وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ»، فيه بيان الحق الذي يجب اعتقاده؛ كما في الآيات المحكمات، وما فيها من الرد على كفار النصارى، وهم ثلاث طوائف: طائفة قالوا: إن عيسى هو الله. وطائفة قالوا: إنه ابن الله. وطائفة قالوا: إن الله ثالث ثلاثة. يعنون عيسى وأمه.

**********

فإذا كان الذي يذهب إلى رأي سفيان - وهو الإمام الجليل الوَرِع التقي الفقيه المعروف في الأمة - المخالف لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم متوعدًا بهذا الوعيد، فكيف بمن يذهب إلى رأي من هو أقل من سفيان؟! كمن يذهب إلى رأي جاهل أو رأي صاحب هوى، وأصحاب البدع والمحدثات، ويقول: «هذه أقوال علماء». ويأخذ بها وهي مخالفة لقول الرسول صلى الله عليه وسلم ؟!

هذه - والعياذ بالله - فتنة، وهي تصيب القلب، والذي يصيب القلب أشد من الذي يصيب البدن!

لأن عيسى صلى الله عليه وسلم ضلَّت فيه طائفتان:

الأولى: طائفة اليهود، الذين فَرَّطوا في حقه وجحدوا رسالته، وزعموا - قبحهم الله - أنه ولد بَغِيٍّ؛ لأنه ليس له أب.

الثانية: طائفة النصارى، الذين غَلَوا في حق المسيح حتى اتخذوه إلهًا مع الله عز وجل، وأفرطوا في حقه عليه السلام.

فالمسلم يخالف الطائفتين، فيشهد برسالته ونبوته، ولكن لا يغلو فيه كما غلت النصارى، ولا يجفو في حقه كما جفت اليهود.


الشرح