على أبواب، والأبواب تشتمل على فصول، والفصول تشتمل على مسائل.
فالحاصل أن الباب في العلم: هو المدخل المعنوي إلى ما بعده من أنواع
التفاصيل المذكورة فيه.
وقوله: «باب فضل التوحيد»
يعني: ثوابه وأجره، «وما يُكَفِّر من
الذنوب» أي: وبيان ما يُكَفِّر من الذنوب بسبب التوحيد؛ لأن الله سبحانه
وتعالى يقول: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا
يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُۚ﴾ [النساء: 48].
فمَن سَلِم من الشرك وعنده ذنوب دون الشرك، لو كانت كبائر؛ فإنها تحت
المشيئة: إن شاء الله غفرها، وإن شاء عَذَّب صاحبها ثم يُدخله الجنة بعد ذلك.
فالتوحيد يُكَفِّر الله به الذنوب التي دون الشرك، ولو عُذِّب العبد بها
فإنه لا يُخَلَّد في النار، بل يَخرج منها.
هذا فضل التوحيد: إما أن يَسْلَم من النار نهائيًّا، وإما أن يَسْلَم من
الخلود فيها.
أما المشرك - والعياذ بالله - فإنه لا طمع له في الجنة، حَرَّم
الله عليه الجنة ومأواه النار، ولا طمع له في الخروج منها. هذا هو المشرك.
فقارِن بين فضل التوحيد وبين خطر الشرك، تَرَ العجب العجاب!
أفلا يحق لعلمٍ هذا فضله أن يُعتنَى به وأن يُدرَّس وتُعْرَف تفاصيله؛ حتى
يكون الإنسان من أهله، ويحوز على هذه الفضائل العظيمة؟!
فالتوحيد جدير بالعناية؛ لأنه هو الأصل، ولأنه هو أساس السلامة