×

من عذاب الله سبحانه وتعالى والنجاة من النار.

وقوله «وما يُكَفِّر من الذنوب»، «ما» مصدرية، ليست موصولة، وهي مع ما بعدها مصدر. ويجوز أن تكون موصولة، بمعنى: والذي يُكَفِّر. والعائد وهو الضمير محذوف، تقديره «هو»، والفاعل مستتر؛ لأن «يُكَفِّر» فعل يحتاج إلى فاعل.

والمراد بالتوحيد هنا: توحيد الألوهية، وليس توحيد الربوبية؛ لأن توحيد الربوبية لا يُكَفِّر الذنوب ولا يُخْرِج من الكفر. وإنما الذي يُكَفِّر الذنوب ويُخْرِج من الكفر ويوجب دخول الجنة - هو توحيد الألوهية، وهو الذي بَعَث الله به الرسل وأنزل به الكتب، وهو توحيد العبادة. أما الاقتصار على توحيد الربوبية وحده فلا يحصل به المقصود؛ لأن الكفار والمشركين مُقرون به، وهو مركوز في الفِطَر، والرسل ما جاءت تدعو إلى توحيد الربوبية، إنما جاءت تدعو إلى توحيد الألوهية.

وتوحيد الألوهية أو توحيد العبادة هو إفراد الله عز وجل بأنواع العبادة الظاهرة على اللسان والجوارح، والباطنة في القلوب من النيات والمقاصد، والخشوع، والرغبة والرهبة، والمحبة، والإنابة.

والعبادة تكون على القلب؛ مثل: اعتقاد القلب ونيته، والإخلاص لله في ذلك.

وتكون على اللسان؛ مثل: الدعاء، والذكر، وقراءة القرآن.

وتكون على الجوارح؛ مثل: الصلاة، والحج، والجهاد في سبيل الله، والمشي في طاعة الله، والذبح... وأشباه ذلك.


الشرح