×

قال: ﴿فَ‍َٔامِنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦۖ و ومنهم المسيح. فمَن جَحَد رسالة المسيح أو ادعى أنه فوق الرسالة، فقد كَفَر بجميع الأنبياء؛ لأن مَن كَفَر بنبي فقد كفر بجميع الأنبياء.

﴿وَلَا تَقُولُواْ ثَلَٰثَةٌۚ أي: الله، والمسيح، ورُوح القدس؛ كما هو قول بعض النصارى.

﴿ٱنتَهُواْ خَيۡرٗا لَّكُمۡۚ إِنَّمَا ٱللَّهُ إِلَٰهٞ وَٰحِدٞۖ سُبۡحَٰنَهُۥٓ هذا تنزيه لله سبحانه وتعالى أن يكون له ولد؛ لأن الولد يشبه الوالد، وهو جزء من الوالد. وهذا تَنَقُّص لله عز وجل.

﴿سُبۡحَٰنَهُۥٓ أَن يَكُونَ لَهُۥ وَلَدٞۘ لَّهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۗ فهو غني عن الولد، وليس هو بحاجة إلى الولد؛ لأن الذي يحتاج إلى الولد هو الفقير الذي يريد ذرية.

﴿وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِيلٗا مفوضًا إليه جميع الأمور يتصرف فيها سبحانه وتعالى، فهو يدبر الكون ولا يشق عليه، وليس بحاجة إلى مُعِين ولا ظهير، ولا شبيه ولا مثيل، ولا ولد ولا والد، فهو غني عن كل ذلك سبحانه وتعالى.

إلى قوله: ﴿يَسۡتَفۡتُونَكَ قُلِ ٱللَّهُ يُفۡتِيكُمۡ فِي ٱلۡكَلَٰلَةِۚ [النساء: 176].

كلها في سياق تنزيه الله سبحانه وتعالى عن قول النصارى: «إن المسيح ابن الله»، وهذا مما أحدثوه في النصرانية بعد المسيح عليه السلام بقرون، لما ظهر اليهودي بولس الذي ادعى الإيمان بالمسيح ليُفسِد دين المسيح، وصَدَّقه النصارى في دعواه الإيمان بالمسيح، فغَيَّر وبَدَّل وأدخل في دينهم الوثنيات، ومنها قوله: «إن المسيح ابن الله»، فتم له ما أراد من إفساد دين المسيح وإدخال الوثنيات على النصارى، واعتقدوها لغباوتهم وغفلتهم.


الشرح