×

فبَيَّن عز وجل الصراط المستقيم الذي مَن سلكه نجا، ومَن خرج عنه هلك.

وقال الله عز وجل: ﴿إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ ٱللَّهِ كَمَثَلِ ءَادَمَۖ خَلَقَهُۥ مِن تُرَابٖ ثُمَّ قَالَ لَهُۥ كُن فَيَكُونُ ٥٩ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُن مِّنَ ٱلۡمُمۡتَرِينَ ٦٠ [آل عمران: 59- 60].

فبَيَّن عز وجل الصراط المستقيم بيانًا شافيًا كافيًا وافيًا، وأقام حُججه على توحيده، فأَحَقَّ الحق وأبطل الباطل ولو كره المشركون.

قوله: ﴿وَكَلِمَتُهُۥٓ أَلۡقَىٰهَآ إِلَىٰ مَرۡيَمَ وَرُوحٞ مِّنۡهُۖ [النساء: 171]، أي: قوله: ﴿كُن، فخلقه بـ «كُنْ» فكان. ففيه إثبات صفة الكلام لله عز وجل، خلافًا للجهمية أيضًا.

**********

فلا غرابة في خلق عيسى عليه السلام من أم بلا أب، ما دام أن الله خَلَق آدم من تراب بدون أب ولا أم! فالذي قَدَر على خلق آدم من تراب قادر على خلق عيسى من أم بلا أب من باب أَوْلى، وهو لا يعجزه شيء سبحانه وتعالى.

والنصارى الآن يروِّجون ما يسمونه بالإنجيل أو الكتاب المقدس، وفيه هذه الكفريات الشنيعة، والعياذ بالله، ولا يستحيون؛ لأن الله نَكَّس قلوبهم، فصاروا لا يخجلون من الباطل، مع أن هذا الكتاب الذي يروِّجونه فضيحة عليهم، وليس هو دين المسيح ولا جاء به المسيح، وإنما هو من اختلاقهم وتغييرهم، ويروِّجونه على أن هذا هو دين المسيح.


الشرح