×

فالنصارى غَلَوا في عيسى ابن مريم عليه السلام أعظم الغلو والكفر والضلال. واليهود جَفَوا في حقه غاية الجفاء.

وكلاهما قد ضل ضلالاً بعيدًا، بَيَّنه الله عز وجل في مواضع كثيرة من كتابه.

وبَيَّن الله عز وجل الحق والصدق، ورَفَع قدر المسيح عليه السلام، وجَعَله من أولي العزم الخمسة المذكورين في سورة الأحزاب والشورى، وأَمَر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يصبر كما صبروا، فقال: ﴿فَٱصۡبِرۡ كَمَا صَبَرَ أُوْلُواْ ٱلۡعَزۡمِ مِنَ ٱلرُّسُلِ [الأحقاف: 35]، فهم أفضل الرسل على التحقيق، والنبي صلى الله عليه وسلم أفضلهم، صلوات الله وسلامه عليه، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين، ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

**********

 قوله: ﴿وَرُوحٞ مِّنۡهُۖ فهو رُوح مخلوقة جاء بها جبريل عليه السلام ونفخها في مريم، فتَكَوَّن المسيح عليه السلام من هذه الروح المخلوقة بأمر الله سبحانه وتعالى.

أما أين نَفَخ جبريل عليه السلام ؟

فهذا لا يعلمه إلاَّ الله، ولا شأن لنا به، المهم أنه نفخ عليه السلام النفخة التي تَكَوَّن بها المسيح، سواء نَفَخ في جيب درعها، أو في فرجها. الله أعلم. ففي قوله عز وجل: ﴿وَمَرۡيَمَ ٱبۡنَتَ عِمۡرَٰنَ ٱلَّتِيٓ أَحۡصَنَتۡ فَرۡجَهَا فَنَفَخۡنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا [التحريم: 12] الضمير يرجع إلى فرجها. وفي قوله: ﴿وَٱلَّتِيٓ أَحۡصَنَتۡ فَرۡجَهَا فَنَفَخۡنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا [الأنبياء: 91] الضمير يرجع إليها. فالله أعلم أين نفخ جبريل عليه السلام.


الشرح