×

فدل على أن التلفظ بـ «لا إله إلاَّ الله» لا يكفي حتى يُخْلِص في قولها، ويقصد بها وجه الله سبحانه وتعالى.

وحديث أبي سعيد - الذي سبق - وهو قوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ شَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ... أَدْخَلَهُ اللَّهُ الجَنَّةَ عَلَى مَا كَانَ مِنَ العَمَلِ»، هذا مُطْلَق يقيده حديث عِتْبَان رضي الله عنه؛ لأنه لابد أن يكون قاصدًا مع ذلك وجه الله، يعني: مخلصًا لله عز وجل، لا يقصد بهذه الكلمة طمعًا من مطامع الدنيا، ولا يقصد بها رياء ولا سمعة؛ إنما تَلَفَّظ بها عارفًا بمعناها، عاملاً بمقتضاها.

وفي هذا الحديث أيضًا أن هذه الكلمة لابد أن يُؤْتَى بها كلها، فلا يكفي أن يقول كما تقول الصوفية: «الله، الله»! أو كما تقوله خواصهم: «هو، هو، هو»! هذا ليس ذكرًا لله عز وجل، ولا يؤدي الغرض المطلوب، بل لابد أن يقول: «لا إله إلاَّ الله» بهذا اللفظ.

قوله: «فإن مَن لم يكن مخلصًا فهو مشرك، ومَن لم يكن صادقًا فهو منافق. والمخلص: أن يقولها مخلصًا الإلهية لمن لا يستحقها غيره وهو الله عز وجل »، فالصدق ينافي النفاق، والإخلاص ينافي الشرك، ولابد من الصدق والإخلاص في هذه الكلمة، فمَن قالها وهو يشرك بالله لم تنفعه، ومَن قالها وهو لا يقصد بها وجه الله كالمنافقين لم تنفعه أيضًا.


الشرح