«وهذا التوحيد هو أساس الإسلام الذي قال فيه الخليل عليه
السلام: ﴿رَبَّنَا
وَٱجۡعَلۡنَا مُسۡلِمَيۡنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَآ أُمَّةٗ مُّسۡلِمَةٗ لَّكَ﴾ [البقرة: 128]، وقالت بِلقيس: ﴿رَبِّ
إِنِّي ظَلَمۡتُ نَفۡسِي وَأَسۡلَمۡتُ مَعَ سُلَيۡمَٰنَ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ﴾ [النمل: 44] » وهذا هو الإسلام، وهو
الاستسلام لله بالتوحيد، والانقياد له بالطاعة، والبراءة من الشرك وأهله، وهو دين
جميع الرسل عليهم الصلاة والسلام ودين جميع المسلمين من أول الخليقة إلى آخرها،
الذي عليه الرسل وأتباعهم، وهو دين الإسلام الذي لا يقبل الله من أحد سواه، قال عز
وجل: ﴿وَمَن يَبۡتَغِ غَيۡرَ ٱلۡإِسۡلَٰمِ
دِينٗا فَلَن يُقۡبَلَ مِنۡهُ وَهُوَ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ﴾ [آل عمران: 85].