×

أما إذا أريد بالسماء العلو، فهو سبحانه مستوٍ على عرشه بائن من خلقه؛ لأن السماء تطلق ويراد بها العلو؛ كما في قوله عز وجل ﴿كَشَجَرَةٖ طَيِّبَةٍ أَصۡلُهَا ثَابِتٞ وَفَرۡعُهَا فِي ٱلسَّمَآءِ [إبراهيم: 24]، يعني: في العلو.

قال: «وَعَامِرَهُنَّ» أي: ساكنهن، «غَيْرِي» أي: غير الله سبحانه وتعالى؛ لأنه في السماء، يعني: على السماء «وَالأَْرَضِينَ السَّبْعَ» أي: السبع الطباق.

وهذا فيه أن الأرض سبع طبقات، وأن كل طبقة لها سكان؛ كما أن السماء طبقات، وكل طبقة لها سكان من الملائكة.

ويدل لهذا قوله عز وجل: ﴿ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ سَبۡعَ سَمَٰوَٰتٖ وَمِنَ ٱلۡأَرۡضِ مِثۡلَهُنَّۖ يَتَنَزَّلُ ٱلۡأَمۡرُ بَيۡنَهُنَّ [الطلاق: 12]، أي: سبع.

كذلك في الحديث الصحيح: «مَنْ أَخَذَ شِبْرًا مِنَ الأَرْضِ ظُلْمًا، فَإِنَّهُ يُطَوَّقُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ» ([1]).

فالأدلة تدل على أن الأرض سبع طبقات، وكل طبقة فيها سكان؛ كما أن السماوات سبع طباق، وكل طبقة فيها سكان.

قال: «لَوْ أَنَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعَ وَعَامِرَهُنَّ غَيْرِي وَالأَْرَضِينَ السَّبْعَ فِي كِفَّةٍ» يعني: في إحدى كِفَّتَيِ الميزان، «وَلاَ إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ فِي كِفَّةٍ» يعني: في الكِفة الأخرى، «مَالَتْ بِهِنَّ لاَ إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ» يعني: رجحت بهن وبمن فيهن من السكان.

فهذا فيه فضل «لا إله إلاَّ الله»، وأنها لا يعدلها شيء.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (3198)، ومسلم رقم (1610).