وفيه بيان فضل التوحيد وأنه يعدل السماوات والأرض ومَن فيهن، وأن هذه
الكلمة التي قد لا يُلْقِي لها بعض الناس بالاً - هي بهذه العظمة عند الله سبحانه
وتعالى.
فينبغي للمسلم أن يُكثر من هذه الكلمة العظيمة؛ لأنها أعظم الذِّكر، ولأنها
ترجح بالسماوات والأرض ومَن فيهن.
قال المصنِّف رحمه الله: «قوله: «لاَ إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ»،
فـ «لا» نافية للجنس نفيًا عامًّا
إلاَّ ما استُثني، وخبرها محذوف تقديره: لا إله «حق» إلاَّ الله».
هذا إعراب «لا إله إلاَّ الله»،
و«لا» النافية للجنس تعمل عمل «إِنَّ»، فتنصب الاسم وترفع الخبر؛ ولهذا
يقولون: إنها من أخوات «إِنَّ»، وهي
على عكس «كان وأخواتها» التي ترفع
الاسم وتنصب الخبر.
وتسمى هذه الحروف - إِنَّ وأخواتها وكان وأخواتها - بالنواسخ؛ لأنها نَسَخت
حكم المبتدأ والخبر، فالأصل في المبتدأ والخبر الرفع، لكن إذا دخلت عليه «إِنَّ» تُغَيِّر الإعراب، فصار الاسم
منصوبًا والخبر مرفوعًا. وإذا دخلت عليه «كان
وأخواتها» فإنها تجعل الاسم مرفوعًا والخبر منصوبًا.
فـ «لا»: نافية للجنس تعمل عمل
«إِنَّ». و«إله»: اسمها مبنيٌّ معها على الفتح في محل نصب بـ «لا»؛ لأنه ليس مضافًا ولا شبيهًا
بالمضاف. وخبرها محذوف وجوبًا، تقديره: «لا
إله «بحق» إلاَّ الله»، «بحق» هذا
هو الخبر.