×

قال الله عز وجل: ﴿ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدۡعُونَ مِن دُونِهِۦ هُوَ ٱلۡبَٰطِلُ وَأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡعَلِيُّ ٱلۡكَبِيرُ [الحج: 62] فإلهيته عز وجل هي الحق، وكل ما سواه من الآلهة فإلهيته باطلة؛ كما في هذه الآية ونظائرها.

فهذه كلمة عظيمة هي العروة الوثقى، وكلمة التقوى، وكلمة الإخلاص، وهي التي قامت بها السماوات والأرض، وشُرِع في تكميلها السُّنة والفرض، ولأجلها جُرِّدت سيوف الجهاد، وبها ظهر الفرق بين المطيع والعاصي من العباد، فمن قالها وعمل بها صدقًا، وإخلاصًا، وقَبولاً، ومحبةً، وانقيادًا لها؛ أدخله الله الجنة على ما كان من العمل.

**********

 قوله عز وجل: ﴿ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلۡحَقُّ هذا معنى «إلا الله»، وقوله: ﴿وَأَنَّ مَا يَدۡعُونَ مِن دُونِهِۦ هُوَ ٱلۡبَٰطِلُ هذا معنى «لا إله»، فهذه الآية فسرت معنى «لا إله إلاَّ الله» تمامًا.

قال: «فهذه كلمة عظيمة هي العروة الوثقى»؛ ذلك لقوله عز وجل: ﴿فَمَن يَكۡفُرۡ بِٱلطَّٰغُوتِ وَيُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱسۡتَمۡسَكَ بِٱلۡعُرۡوَةِ ٱلۡوُثۡقَىٰ [البقرة: 256]؛ لأن الكفر بالطاغوت والإيمان بالله هو معنى «لا إله إلاَّ الله».

قال: «وهي كلمة التقوى»؛ كما قال عز وجل في الصحابة رضي الله عنهم: ﴿وَأَلۡزَمَهُمۡ كَلِمَةَ ٱلتَّقۡوَىٰ يعني: لا إله إلاَّ الله ﴿وَكَانُوٓاْ أَحَقَّ بِهَا وَأَهۡلَهَاۚ [الفتح: 26].

«وهي كلمة الإخلاص»؛ لأنها أخلصت التوحيد لله عز وجل، وأبطلت الشرك.

فهذه أسماء لهذه الكلمة العظيمة: كلمة التوحيد، والعروة الوثقى، وكلمة الإخلاص، وكلمة التقوى.


الشرح