×

وما قامت السماوات والأرض إلاَّ بالتوحيد، ولو فُقِد التوحيد في السماوات والأرض لخربت، قال عز وجل: ﴿لَوۡ كَانَ فِيهِمَآ ءَالِهَةٌ إِلَّا ٱللَّهُ لَفَسَدَتَاۚ [الأنبياء: 22].

ولهذا إذا كان آخِر الزمان وفُقدت هذه الكلمة، قامت القيامة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى لاَ يُقَالَ فِي الأَْرْضِ: اللهُ، اللهُ» ([1])، فلا تقوم إلاَّ على شرار الخلق؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ مِنْ شِرَارِ النَّاسِ مَنْ تَقُومُ السَّاعَةُ وَهُمْ أَحْيَاءٌ، وَالَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْقُبُورَ مَسَاجِدَ» ([2])، فإذا خلا الكون من «لا إله إلاَّ الله» خرب.

قال: «وشُرِع في تكميلها السُّنة والفرض»، فقد شُرِعت العبادات المسنونة، والعبادات المفروضة؛ لتحقيق «لا إله إلاَّ الله»، فلا تصح جميع الأعمال فرضًا أو نفلاً إلاَّ بتحقيق هذه الكلمة.

قال: «ولأجلها جُرِّدت سيوف الجهاد»، لأجلها فُرِض الجهاد في سبيل الله حتى يُعْبَد الله وحده لا شريك له، وهو معنى «لا إله إلاَّ الله»؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لاَ إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ» ([3])، فإذا أَبَوا أن يقولوا: «لا إله إلاَّ الله»، وجب على المسلمين قتالهم حتى يقولوا: «لا إله إلاَّ الله».


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (148).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (7067) وزيادة: «وَالَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْقُبُورَ مَسَاجِدَ». أخرجها: أحمد رقم (1694)، والبزار رقم (1724).

([3])  أخرجه: البخاري رقم (2946)، ومسلم رقم (21).