×

كذلك الدعاء هو أصل العبادة وأعظمها؛ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ» ([1]).

والله عز وجل سماه دِينًا: ﴿فَٱدۡعُوهُ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَۗ؛ وسماه عبادة ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ٱدۡعُونِيٓ أَسۡتَجِبۡ لَكُمۡۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسۡتَكۡبِرُونَ عَنۡ عِبَادَتِي سَيَدۡخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ.

وهذا يدل على أهميته، وأن العبد لا يدعو إلاَّ الله، وهذا هو الإخلاص.

أما إذا دعا الله ودعا معه غيره، فإنه يكون مشركًا. ﴿فَٱدۡعُواْ ٱللَّهَ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡكَٰفِرُونَ.

فالمشركون يدعون الله، لكنهم لم يخلصوا في الدعاء؛ بل يدعون معه غيره من الأصنام والأنداد والآلهة.

وكذلك القبوريون، يَدْعُون الله ويبكون ويتضرعون، لكنهم يَدْعُون معه الموتى وأصحاب القبور.

فهؤلاء لم يخلصوا لله عز وجل الدعاء؛ بل أشركوا معه غيره، فهذا الدعاء غير الخالص غير مقبول عند الله عز وجل.

وقوله عز وجل: ﴿فَٱدۡعُواْ ٱللَّهَ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡكَٰفِرُونَ يعني: ولو كره الكافرون إخلاصكم؛ لأن الكافرين يعاندون التوحيد، ويعاندون الإيمان، ويريدون أن يكون الناس على الكفر.


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (1479)، والترمذي رقم (2969)، وابن ماجه رقم (890)، وأحمد رقم (18353).