قولها. والإخلاص ينفي الشرك؛ لأن هناك مَن يقول: «لا إله إلاَّ الله»، ويدعو غير الله من الأصنام، والقبور، والأضرحة،
والأولياء، والصالحين! فهؤلاء لم يُخْلِصوا العبادة لله فلا تنفعهم «لا إله إلاَّ الله».
قال: «وقَبولاً، ومحبةً، وانقيادًا لها»
فيَتقبل ما تدل عليه هذه الكلمة ولا يكرهه أو يستثقله. وكذلك يحب هذه الكلمة، ويحب
أهلها، ويعادي أعداءها. ثم ينقاد لما تدل عليه هذه الكلمة. أما إذا فعله من غير
انقياد وإنما هو مجاملة أو لغرض آخر، فعمله لا ينفعه، فلابد أن يكون عمله عن
انقياد واستسلام لله سبحانه وتعالى.
هذه شروط سبعة نَظَمها بعضهم في قوله:
علمٌ يقين وإخلاص وصِدقك مَعْ **** محبة وانقياد
والقَبول لها
وبعض المشايخ زاد شرطًا آخر، فقال:
وزِيد ثامنها الكفران منك بما **** سوى الإله من الأشياء
قد أُلِها
يعني: الكفران بالطاغوت؛ كما قال عز وجل: ﴿فَمَن
يَكۡفُرۡ بِٱلطَّٰغُوتِ وَيُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱسۡتَمۡسَكَ بِٱلۡعُرۡوَةِ ٱلۡوُثۡقَىٰ﴾ [البقرة: 256].
قال: «أَدْخَلَهُ اللَّهُ الجَنَّةَ
عَلَى مَا كَانَ مِنَ العَمَلِ»؛ كما سبق في حديث عُبَادة بن الصامت رضي الله
عنه، فإن مَن حقق كلمة التوحيد أدخله الله الجنة على ما كان من العمل، ولو كان
عنده ذنوب دون الشرك؛ فإن الذنوب لا تمنعه من دخول الجنة، إما من أول وَهْلة، وإما
أن يُعَذَّب بذنوبه ثم يدخل الجنة بعد ذلك.