وفي
حديث عبد الله بن عمرو مرفوعًا: «يُصَاحُ بِرَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي يَوْمَ
الْقِيَامَةِ عَلَى رُءُوسِ الْخَلاَئِقِ، فَيُنْشَرُ لَهُ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ
سِجِلًّا، كُلُّ سِجِلٍّ مَدَّ الْبَصَرِ، ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُ عز وجل: هَلْ
تُنْكِرُ مِنْ هَذَا شَيْئًا؟ فَيَقُولُ: لاَ، يَا رَبِّ، فَيَقُولُ: أَظَلَمَتْكَ
كَتَبَتِي الْحَافِظُونَ؟ فَيَقُولُ: لاَ، ثُمَّ يَقُولُ: أَلَكَ عُذْرٌ، أَلَكَ
حَسَنَةٌ؟ فَيُهَابُ الرَّجُلُ، فَيَقُولُ: لاَ، فَيَقُولُ: بَلَى، إِنَّ لَكَ
عِنْدَنَا حَسَنَاتٍ، وَإِنَّهُ لاَ ظُلْمَ عَلَيْكَ الْيَوْمَ، فَتُخْرَجُ لَهُ
بِطَاقَةٌ فِيهَا: أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا
عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، قَالَ: فَيَقُولُ: يَا رَبِّ مَا هَذِهِ الْبِطَاقَةُ، مَعَ
هَذِهِ السِّجِلاَّتِ؟ فَيَقُولُ: إِنَّكَ لاَ تُظْلَمُ، فَتُوضَعُ السِّجِلاَّتُ
فِي كِفَّةٍ، وَالْبِطَاقَةُ فِي كِفَّةٍ، فَطَاشَتِ السِّجِلاَّتُ، وَثَقُلَتِ
الْبِطَاقَةُ»، رواه الترمذي وحَسَّنه ([1]).
**********
هذا حديث البطاقة المشهور.
وقوله: «فَتُخْرَجُ لَهُ
بِطَاقَةٌ» يعني: ورقة صغيرة مكتوب فيها: «لا إله إلاَّ الله» لأنه قال هذه الكلمة عن صدق وإخلاص ويقين ومات
عليها، فتوضع السجلات في كِفة وتوضع البطاقة التي فيها «لا إله إلاَّ الله» في كفة، فتطيش السجلات وتثقل البطاقة فيدخل
الجنة.
فكما أن «لا إله إلاَّ الله»
رجحت بالسماوات والأرض ومَن فيهن غير الله، فهي أيضًا رجحت بالسيئات! وهذه فضيلة
أخرى لهذه الكلمة العظيمة.
وهذا الحديث - حديث البطاقة - وغيره من الأحاديث التي تدل على أن «لا إله إلاَّ الله» يدخل بها صاحبها الجنة وينجو من النار -
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (2639)، وابن ماجه رقم (4300)، وأحمد رقم (6994).