×

قوله: «فَتُخْرَجُ لَهُ بِطَاقَةٌ فِيهَا: أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ» وماذا تكون تلك البطاقة الصغيرة في تسعة وتسعين سِجِلًّا، كل سجل مد البصر؟! من حيث الثقلُ، تطيش البطاقة لما فيها من التوحيد؛ لأن التوحيد هو الذي ثقلها، فالسجلات أثقل منها، لكنها فيها كلام عظيم وهو التوحيد.

قوله: «فَيَقُولُ: إِنَّكَ لاَ تُظْلَمُ، فَتُوضَعُ السِّجِلاَّتُ فِي كِفَّةٍ، وَالْبِطَاقَةُ فِي كِفَّةٍ» هذا فيه إثبات وزن الأعمال يوم القيامة. وهذا من كمال عدل الله سبحانه وتعالى أنه لا يظلم أحدًا، حيث توزن الحسنات والسيئات يوم القيامة.

قوله: «فَطَاشَتِ السِّجِلاَّتُ، وَثَقُلَتِ الْبِطَاقَةُ» «طاشت» يعني: ارتفعت وخَفَّت. فكما أن «لا إله إلاَّ الله» ثقلت ورجحت بالسماوات والأرض؛ فإنها ترجح بالسيئات التي هي دون الشرك. أما لو كان معها شرك فإنها لن تنفع صاحبها؛ لقوله عز وجل: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُۚ [النساء: 48].

فحديث البطاقة هذا فيه بيان فضل التوحيد إذا سَلِم صاحبه من الشرك، وأن الله عز وجل يغفر له ذنوبه ولو كانت كثيرة.


الشرح