×

 فإذا أحس أن عنده أحدًا فإنه يُطول الركوع والسجود من أجل أن يوصف بأنه صاحب طاعة. وإذا صلى وحده نَقَر الصلاة وخففها.

والإخلاص: أن يقصد الإنسان بعمله وجه الله، ولا يقصد بذلك طمعًا من مطامع الدنيا، أو مدحًا وثناء من الخلق، ولا يستمع إلى لومهم إذا لاموه في طاعة الله، ما دام أنه على الطريق الصحيح، وعلى السُّنة، فلا يضره ما يقوله الناس، ولا تأخذه في الله لومة لائم.

الصفة الثالثة: أنه كان حنيفًا: و«الحنيف»: هو المقبل على الله بجميع قلبه ووجهه، المُعْرِض عما سواه. والحنيفية هي الإقبال على الله والإعراض عما سواه، وهي ملة إبراهيم عليه السلام.

الصفة الرابعة: أنه كان بريئًا من المشركين، فلم يقتصر على كونه أمة، وقانتًا وحنيفًا، بل كان يتبرأ من المشركين. والبراءة من المشركين هي من أصول العقيدة.

الصفة الخامسة: أنه يشكر نعمة الله عليه، ولا يتكبر بها، ولا يفخر بها، ولا ينسى ربه سبحانه وتعالى؛ كما يفعل كثير من الخلق الذين إذا أنعم الله عليهم، اغتروا وتجبروا وبَطِروا وتكبروا على الناس. ما زادته نعم الله إلاَّ شكرًا وتعبدًا لله عز وجل.

فمَن اتصف بهذه الصفات فقد حقق التوحيد، فيجب على العبد أن يَعْرِض نفسه على هذه الصفات، فإن توفرت فيه فقد حقق التوحيد، وله البشرى بوعد الله سبحانه وتعالى. وإن كان عنده تقصير فيها أو خلل، فعليه بالتوبة، ولا يقنط من رحمة الله، بل يبادر بالتوبة وسد الخلل وإصلاح النقص، والله يتوب على من تاب.


الشرح