ولا يتأثر بالتهديدات
والوعيد من المخالفين فيترك طاعة الله سبحانه وتعالى، بل هو ثابت عليها.
أما الذي يتزعزع، ويتأثر بالأحداث، ويتحول عن العبادة وعن الطاعة مع أول
صارف من شهوة أو شبهة أو تهديد - فهذا ليس قانتًا لله.
ويطلق القنوت على طول القيام في الصلاة، قال عز وجل: ﴿حَٰفِظُواْ عَلَى ٱلصَّلَوَٰتِ
وَٱلصَّلَوٰةِ ٱلۡوُسۡطَىٰ وَقُومُواْ لِلَّهِ قَٰنِتِينَ﴾ [البقرة: 238]،
وقال الله عز وجل: ﴿أَمَّنۡ هُوَ
قَٰنِتٌ ءَانَآءَ ٱلَّيۡلِ سَاجِدٗا وَقَآئِمٗا يَحۡذَرُ ٱلۡأٓخِرَةَ
وَيَرۡجُواْ رَحۡمَةَ رَبِّهِۦۗ قُلۡ هَلۡ يَسۡتَوِي ٱلَّذِينَ يَعۡلَمُونَ وَٱلَّذِينَ
لَا يَعۡلَمُونَۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ ٱلۡأَلۡبَٰبِ﴾ [الزمر: 9].
فمعنى وصف إبراهيم عليه السلام بأنه كان قانتًا، أي: أنه كان مداومًا على
طاعة الله، ثابتًا عليها. بخلاف الذي يجتهد في يوم أو شهر أو سنة، ثم بعد ذلك
يتراجع انتكاسًا بعدما بدأ بالخير لكنه لم يُكمل.
فالواجب على العبد أن يَثبت على الخير، بمعنى أنه يلازم عمل الخير، ولا
يتخلى عنه، ولو كان قليلاً؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «أَحَبُّ الأَْعْمَالِ إِلَى اللهِ تَعَالَى أَدْوَمُهَا، وَإِنْ قَلَّ»
([1]).
وكذلك ﴿قَانِتٗا لِّلَّهِ﴾ يعني: أنه يعمل هذا
مخلصًا لله، لا يقصد به رياء ولا سُمعة.
ويؤخذ من هذا وجوب الإخلاص؛ لأن بعض الناس قد يصلي ويُحْسِن صلاته، ويُطول قيامه وركوعه؛ من أجل رياء الناس،
([1]) أخرجه: البخاري رقم (6465)، ومسلم رقم (783).