وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ،
وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ
اللهِ كَذَّابًا» ([1]).
وقوله: ﴿وَإِنَّ مِن
شِيعَتِهِۦ لَإِبۡرَٰهِيمَ﴾ «الشيعة»:
يعني الأتباع، لما ذكر الله قصة نوح أول الرسل عليه السلام، قال: ﴿وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِۦ
لَإِبۡرَٰهِيمَ﴾ أي: إن من أتباعه على دينه. والرسل كلهم عليهم الصلاة
والسلام من أولهم إلى آخرهم - دينهم واحد، وهو إفراد الله عز وجل بالعبادة، وترك
عبادة ما سواه، والبراءة من الشرك وأهله.
أما مسمى «الشيعة» في الوقت
الحاضر، فقد اتُّخذ للذين ينتحلون الانتساب إلى أهل البيت ومحبة أهل البيت. وهو
اصطلاح حادث، وشعار مبتدع؛ لأن كل المسلمين والحمد لله يحبون أهل البيت، ولا
يُبغِض أهل البيت مسلم، كل المسلمين يحبون أهل البيت المستقيمين على طاعة الله،
ويوقرونهم، ويكرمونهم، ويعرفون قدرهم، وليس هذا خاصًّا بالشيعة، بل الشيعة
يَكذبون؛ لأنهم يخالفون أهل البيت، فأهل البيت أهل توحيد وأهل عقيدة وأهل دين.
والشيعة مشركون ومبتدعون، فليسوا شيعة أهل البيت في الحقيقة.
قوله: ﴿إِذۡ جَآءَ رَبَّهُۥ بِقَلۡبٖ سَلِيمٍ﴾، بهذا السبب صار من شيعة نوح؛ لأنه جاء ربه بقلب سليم، وهو الإخلاص لله عز وجل، ففي أول بعثة إبراهيم عليه السلام لم يكن على وجه الأرض مَن هو على دين نوح غير إبراهيم عليه السلام. وفيما بعد صار المسلمون كلهم من شيعة نوح عليه السلام، ومن شيعة جميع الأنبياء.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (6094)، ومسلم رقم (2607).