×

 والأصغر؛ لقوله عز وجل: ﴿وَٱلَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمۡ لَا يُشۡرِكُونَ، فنفى عنهم جميع أنواع الشرك الأكبر والأصغر.

وفي هذه الآية وما بعدها ذَكَر الله عز وجل صفات عظيمة للمؤمنين، حيث قال: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ هُم مِّنۡ خَشۡيَةِ رَبِّهِم مُّشۡفِقُونَ ٥٧وَٱلَّذِينَ هُم بِ‍َٔايَٰتِ رَبِّهِمۡ يُؤۡمِنُونَ ٥٨وَٱلَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمۡ لَا يُشۡرِكُونَ ٥٩وَٱلَّذِينَ يُؤۡتُونَ مَآ ءَاتَواْ وَّقُلُوبُهُمۡ وَجِلَةٌ أَنَّهُمۡ إِلَىٰ رَبِّهِمۡ رَٰجِعُونَ ٦٠أُوْلَٰٓئِكَ يُسَٰرِعُونَ فِي ٱلۡخَيۡرَٰتِ وَهُمۡ لَهَا سَٰبِقُونَ ٦١ [المؤمنون: 57- 61].

·       فذَكَر أربع صفات:

الأولى: أنهم من خشية ربهم مشفقون، يعني: خائفون. فالمؤمن يخاف من العقوبة، ويخاف من غضب الله، ولا يأمن من مكر الله سبحانه وتعالى.

وفي هذا ردٌّ على المرجئة الذين يقولون: إن الإيمان في القلب، ولا يضر مع إيمان معصية.

وفيه أيضًا ردٌّ على الصوفية؛ فإن منهم مَن قال: أنا لا أعبد الله خوفًا من عقابه، ولا طمعًا في ثوابه، ولكن أعبده محبة له. وهذا ضلال.

الثانية: أنهم يؤمنون بالقرآن جميعًا من أوله إلى آخره، ولا ينكرون شيئًا من ذلك، وأعظم ما في القرآن توحيد الله عز وجل بجميع أنواع التوحيد: توحيد الربوبية، وتوحيد الإلهية، وتوحيد الأسماء والصفات. ويؤمنون بما جاء في القرآن من الحلال والحرام، والوعد والوعيد، والإخبار عن الغيوب الماضية والمستقبلة.


الشرح