×

يؤمنون بذلك ولا يَرُدون منه شيئًا، ولا يتوقفون فيه؛ لأنه كلام رب العالمين عز وجل، قال عز وجل: ﴿ذَٰلِكَ ٱلۡكِتَٰبُ لَا رَيۡبَۛ فِيهِۛ هُدٗى لِّلۡمُتَّقِينَ [البقرة: 2]، فهو ليس محلًّا للريب والشك والرد.

فالمؤمن يؤمن بكتاب ربه، سواء عَرَف معناه أو لم يعرفه، وسواء عَرَف الحكمة أو لم يعرفها، يؤمن به لأنه كلام الله عز وجل.

الثالثة: أنهم لا يشركون بربهم، تجنبوا الشرك بجميع أنواعه، فصفت عقيدتهم، وسَلِم توحيدهم من أن يخدشه أو يناقضه أو يناقصه شرك أكبر أو أصغر.

الرابعة: أنهم مع ما يأتونه من الأعمال الصالحة العظيمة، فهم لا يُعْجَبون بها ولا يستكثرونها، وإنما يعتبرون أنفسهم مقصرين في جانب الله عز وجل، ﴿وَٱلَّذِينَ يُؤۡتُونَ مَآ ءَاتَواْ وَّقُلُوبُهُمۡ وَجِلَةٌ أَنَّهُمۡ إِلَىٰ رَبِّهِمۡ رَٰجِعُونَ «وجلة» يعني: خائفة. يخشَون ألاَّ تُقبل أعمالهم. فهم جمعوا بين العمل وبين الخوف ألاَّ يُقبل هذا العمل. أما مَن لم يَخَفْ من رد عمله فهذا معجب بعمله، ويرى أنه استحق من الله عز وجل المغفرة والجنة، وقد لا يكون عمله مقبولاً ولا صحيحًا عند الله سبحانه وتعالى.

فالمؤمن هو مَن يُقَدِّم الأعمال الصالحة مع الخوف ألاَّ تُقبل. خلافًا للذي يمنُّ على الله بأعماله ويُعْجَب بها، ويرى أنه استحق بها الجنة، وهو لا يدري هل صحت أم لا؟ وهل تُقُبِّلت أم لا؟ قال الله عز وجل: ﴿إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ ٱللَّهُ مِنَ ٱلۡمُتَّقِينَ [المائدة: 27].


الشرح