×

قال الشعبي: «مَا كَتَبْتُ سَوْدَاءَ فِي بَيْضَاءَ» ([1]). أي: كلما سمع حفظ فحَدَّث به من حفظه. تُوفي سنة ثلاث ومئة.

وبُرَيْدة هو ابن الحُصَيْب بن عبد الله بن الحارثي الأسلمي، أسلم قبل بدر، وعَمِل على اليمن في أيام النبي صلى الله عليه وسلم، صحابي مشهور.

قوله: لاَ رُقْيَةَ إلاَّ مِنْ عَيْنٍ، أَوْ حُمَةٍ هذا - والله أعلم - في أول الأمر، ثم رُخِّص في الرقى إذا كانت بحق. والله أعلم.

قوله: قَدْ أَحْسَنَ مَنِ انْتَهَى إِلَى مَا سَمِعَ فيه حسن الأدب مع العلم وأهله، وأن مَن فعل شيئًا سُئل عن مستنده في فعله: هل كان مقتديًا أم لا؟ ومَن لم يكن معه حُجة شرعية فلا عذر له بما فعله.

ولهذا ذَكَر ابن عبد البر إجماع أهل العلم على أن المقلد ليس من أهل العلم. فتفطن لهذا!

**********

 هذا الحديث حديث حُصَيْن بن عبد الرحمن رحمه الله، قال: «كُنْتُ عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ» تابعي جليل من تلاميذ ابن عباس، «فَقَالَ: أَيُّكُمْ رَأَى الْكَوْكَبَ الَّذِي انْقَضَّ الْبَارِحَةَ؟».

و«الكوكب»: معناه: الشهاب الذي يُرمى به الشيطان. لأن الشهب تنطلق من الكواكب ويُرمى بها الشياطين لتمنعهم من استراق السمع من السماء.

و«البارحة» يقولون: إنها تطلق على الليلة الماضية. فإذا كان قبل الزوال يقال: الليلة. وبعد الزوال يقال: البارحة. وسُميت «بارحة» لأنها برحت، أي: ذهبت، يقال: بَرِح المكانَ، إذا غادره.


الشرح

([1])  أخرجه: الدارمي رقم (482).