قوله: «﴿وَمَن
يُسۡلِمۡ وَجۡهَهُۥٓ إِلَى ٱللَّهِ وَهُوَ مُحۡسِنٞ فَقَدِ ٱسۡتَمۡسَكَ بِٱلۡعُرۡوَةِ
ٱلۡوُثۡقَىٰۗ وَإِلَى ٱللَّهِ عَٰقِبَةُ ٱلۡأُمُورِ﴾» هذه الآية مثل التي قبلها، ﴿وَمَن
يُسۡلِمۡ وَجۡهَهُۥٓ إِلَى ٱللَّهِ﴾ أي: يُخْلِص العمل لله، ﴿وَهُوَ
مُحۡسِنٞ﴾ أي: يكون عمله موافقًا للشرع ليس فيه بدع ومحدثات؛ لأن
الله لا يقبل البدع والمحدثات، لا يقبل إلاَّ ما شرعه سبحانه وتعالى، ولو حَسُن
قصد الفاعل، وقال: أنا لم أقصد إلاَّ الخير والتقرب إلى الله. نقول: قَصْد
الخير لا يكفي، والذي تتقرب به إلى الله يجب أن يكون موافقًا للشرع؛ فإن كان
مخترعًا فإنه لا ينفع ولا يُقبل عند الله سبحانه وتعالى؛ كما ثبت في الحديث الصحيح
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ
عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» ([1]).
قوله: «﴿بِٱلۡعُرۡوَةِ
ٱلۡوُثۡقَىٰۗ﴾»: هي «لا إله إلاَّ الله»، فمَن أخلص لله في
القول والعمل، واتبع الرسول صلى الله عليه وسلم، وتجنب البدع؛ ﴿فَقَدِ ٱسۡتَمۡسَكَ بِٱلۡعُرۡوَةِ
ٱلۡوُثۡقَىٰ لَا ٱنفِصَامَ لَهَاۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ [البقرة: 256] هو
معنى لا إله إلاَّ الله.
قوله: «قال العماد ابن كثير» يعني:
عماد الدين، وهو إسماعيل بن كثير، يُلقَّب عماد الدين، ويُكنى أبا الفداء، وهو من
أئمة التفسير ومن أئمة المُحَدِّثين، ومن تلاميذ شيخ الإسلام ابن تيمية.
قوله: «أي: أخلص له العمل، وانقاد لأوامره، واتبع شرعه» هذا معنى الإسلام والإحسان. الإسلام: يعني الإخلاص. والإحسان: يعني المتابعة وعدم الابتداع.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1718).