درجة كبيرة من الثقافة ومن
العلم والمعرفة، لكنه والعياذ بالله لم ينفعه علمه.
قوله: «بعد القرون المفضلة»؛ لأن
الشرك الأكبر حَدَث في هذه الأمة بعد القرون المفضلة، حينما استولى الفاطميون
الشيعة على البلاد الإسلامية وبنَوا الأضرحة على القبور، وصار ذلك سببًا في عبادة
القبور من دون الله عز وجل. وحينما ظهرت الصوفية المُستجلَبة من صوفية الهند أو من
صوفية النصارى، فعَبَدت القبور من دون الله عز وجل، واعتقدوا في الأولياء
والصالحين أنهم ينفعون ويضرون.
قوله: «فبُنيت المساجد والمَشاهد على القبور، وصُرِفت لها العبادات بأنواعها، واتُّخذ ذلك دِينًا» فالبناء على القبور سبب للشرك؛ فلذلك يُنهى عن البناء على القبور، ويُؤمر بهدم البناء على القبور؛ كما أَمَر النبي صلى الله عليه وسلم ابن عمه علي بن أبي طالب رضي الله عنه الخليفة الراشد، فقال له: «أَنْ لاَ تَدَعَ تِمْثَالاً إلاَّ طَمَسْتَهُ وَلاَ قَبْرًا مُشْرِفًا إلاَّ سَوَّيْتَهُ»، و«المُشْرِف»: هو المرتفع، «إِلاَّ سَوَّيْتَهُ» يعني: أزلتَ ارتفاعه؛ لأن بقاءه مرتفعًا سبب للشرك به، «وَلاَ صُورَةً إلاَّ طَمَسْتَهَا» ([1])؛ لأن الصور إذا عُلِّقت ونُصِبت كان ذلك سببًا لعبادتها؛ كما حصل في قوم نوح عليه السلام.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (969).