فمَن
تدبر القرآن عَرَف أحوال الخلق، وما وقعوا فيه من الشرك العظيم، الذي بَعَث الله
أنبياءه ورسله بالنهي عنه، والوعيد على فعله، والثواب على تركه، وقد هلك مَن هلك
بإعراضه عن القرآن، وجهله بما أَمَر الله به ونهى عنه. نسأل الله الثبات على
الإسلام والاستقامة على ذلك إلى أن نلقى الله على التوحيد، إنه وليُّ ذلك والقادر
عليه، ولا حول ولا قوة إلاَّ بالله العلي العظيم.
وقال
عز وجل: ﴿إِن تُعَذِّبۡهُمۡ
فَإِنَّهُمۡ عِبَادُكَۖ وَإِن تَغۡفِرۡ لَهُمۡ فَإِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَزِيزُ
ٱلۡحَكِيمُ﴾ [المائدة: 118] رَدَّ أمرهم إلى الله كما رد عيسى
عليه السلام.
وقد
بَيَّن الله عز وجل فيما أنزله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم حكمه في أهل
الشرك بأنه لا يغفر لهم، فلا معارضة، وقد بَيَّن حكمه فيهم في هذا الكتاب العزيز
الذي ﴿لَّا يَأۡتِيهِ ٱلۡبَٰطِلُ
مِنۢ بَيۡنِ يَدَيۡهِ وَلَا مِنۡ خَلۡفِهِۦۖ تَنزِيلٞ مِّنۡ حَكِيمٍ حَمِيدٖ﴾ [فصلت: 42].
**********
قوله: «فمَن تَدَبَّر القرآن عَرَف أحوال الخلق، وما وقعوا فيه من الشرك العظيم»
ومن العجيب أن هؤلاء الذين يَدْعُون الأولياء والصالحين أنهم يقرءون القرآن
ويحفظونه، وربما يحفظه الواحد منهم بالقراءات السبع أو العشر، ويتلوه ويرتله
ويُجَوِّده!! ومع هذا تمر عليه الآيات التي في الشرك ولا يتنبه لها، وهو يدعو غير
الله، ويذبح لغير الله، وينذر لغير الله! يعني: كأن القرآن ما هو إلاَّ ألفاظ
تُردَّد، من غير أن يتدبرها ويعمل بما فيها.