×

 قوله: «نسأل الله الثبات على الإسلام والاستقامة على ذلك إلى أن نلقى الله على التوحيد، إنه وليُّ ذلك والقادر عليه، ولا حول ولا قوة إلاَّ بالله العلي العظيم» هذه دعوات مباركة، خَتَمها بقوله رحمه الله: «ولا حول ولا قوة إلاَّ بالله العلي العظيم»؛ لأن الحول والقوة لله، والإنسان لا يعتمد على نفسه في ترك الشرك ولزوم التوحيد، وإنما يعتمد على الله سبحانه وتعالى.

قوله: «رَدَّ أمرهم إلى الله كما رد عيسى عليه السلام »، وذلك حين يقول الله عز وجل له يوم القيامة: ﴿وَإِذۡ قَالَ ٱللَّهُ يَٰعِيسَى ٱبۡنَ مَرۡيَمَ ءَأَنتَ قُلۡتَ لِلنَّاسِ ٱتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيۡنِ مِن دُونِ ٱللَّهِۖ قَالَ سُبۡحَٰنَكَ مَا يَكُونُ لِيٓ أَنۡ أَقُولَ مَا لَيۡسَ لِي بِحَقٍّۚ إِن كُنتُ قُلۡتُهُۥ فَقَدۡ عَلِمۡتَهُۥۚ تَعۡلَمُ مَا فِي نَفۡسِي وَلَآ أَعۡلَمُ مَا فِي نَفۡسِكَۚ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّٰمُ ٱلۡغُيُوبِ ١١٦مَا قُلۡتُ لَهُمۡ إِلَّا مَآ أَمَرۡتَنِي بِهِۦٓ أَنِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمۡۚ وَكُنتُ عَلَيۡهِمۡ شَهِيدٗا مَّا دُمۡتُ فِيهِمۡۖ فَلَمَّا تَوَفَّيۡتَنِي كُنتَ أَنتَ ٱلرَّقِيبَ عَلَيۡهِمۡۚ وَأَنتَ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ شَهِيدٌ ١١٧إِن تُعَذِّبۡهُمۡ فَإِنَّهُمۡ عِبَادُكَۖ وَإِن تَغۡفِرۡ لَهُمۡ فَإِنَّكَ أَنتَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ ١١٨ [المائدة: 116- 118]، ففوَّض الأمر إلى الله سبحانه وتعالى، وهذا من كمال التوحيد.

لكن لا يقول قائل: إنَّ أمر المشرك مفوَّض، لا ندري ما جزاؤه؟ لأن جزاءه قد بَيَّنه الله عز وجل في القرآن، بأنه لا طمع له في مغفرة الله، وأنه محروم من الجنة.


الشرح