قوله:
في الحديث لأصحابه صلى الله عليه وسلم: «أَخْوَف مَا أَخَافُ عَلَيْكُمُ الشِّرْكُ
الأَْصْغَرُ». فسُئِل عنه فقال: «الرِّيَاءُ» ([1]).
وهذا
الحديث رواه الإمام أحمد والطبراني والبيهقي عن محمود بن لَبِيد.
فإذا
كان يخافه صلى الله عليه وسلم على أصحابه، الذين وحَّدوا الله بالعبادة، ورَغِبوا
إليه وإلى ما أَمَرهم به من طاعته، فهاجروا وجاهدوا مَن كَفَر به، وعَرَفوا ما
دعاهم إليه نبيهم، وما أنزله الله في كتابه من الإخلاص والبراءة من الشرك!! فكيف
لا يخاف مَن لا نسبة له إليهم في علم ولا عمل - مما هو أكبر من ذلك؟!
وقد
أخبر صلى الله عليه وسلم عن أمته بوقوع الشرك الأكبر فيهم، بقوله في حديث ثوبان
الآتي ذكره: «حَتَّى تَلْحَقَ قَبَائِلُ مِنْ أُمَّتِي بِالْمُشْرِكِينَ، وَحَتَّى
تَعْبُدَ قَبَائِلُ مِنْ أُمَّتِي الأَْوْثَانَ» ([2]).
وقد جرى ما أخبر به صلى الله عليه وسلم، وعمَّت به البلوى في أكثر الأقطار، حتى اتخذوه دِينًا مع ظهور الآيات المحكمات، والأحاديث الصحيحة في النهي عنه والتخوف منه؛ كما قال عز وجل: ﴿إِنَّهُۥ مَن يُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ فَقَدۡ حَرَّمَ
([1]) أخرجه أحمد رقم (23630)، والبيهقي في «الشعب» رقم(6412)، الطبراني في «الكبير» رقم (4301).