شرك خفي: وهذا مستتر في القلب لا يطَّلع عليه إلاَّ الله سبحانه وتعالى؛ مثل يسير
الرياء.
والرياء: أن يقوم الإنسان بالعبادة من أجل مدح الناس له، فيتصدق أو يخشع في الصلاة
ليمدحه الناس، أو يطلب العلم ليقال: «عالِم»
إلى غير ذلك مما يُقصد بعمله مدح الناس وثناؤهم.
والرياء: مأخوذ من الرؤية. فإذا أَحَبَّ الإنسان أن يرى الناس عمله فهذا هو الرياء،
وهو شرك أصغر، سماه النبي صلى الله عليه وسلم شركًا أصغر؛ لأنه ليس فيه دعاء لغير
الله، ولا ذبح لغير الله، ولا استغاثة بغير الله؛ وإنما فيه فقط قصد لغير الله.
وهو قد يَصْدُر من المؤمن؛ ولذلك خافه النبي صلى الله عليه وسلم على
الصحابة، وهم أفضل القرون وأفضل الخلق بعد الأنبياء.
فمَن يأمن الرياء بعد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟! إذا كان يُخاف
على الصحابة مع ما لهم من جلائل الأعمال؟! وكيف يأمنه مَن هو دونهم على نفسه؟!
فعلى الإنسان أن يخلص أعماله لله عز وجل، ولا يقصد رياء ولا سمعة.
قوله: «وقد أخبر صلى الله عليه وسلم عن
أمته بوقوع الشرك الأكبر فيهم، بقوله في حديث ثوبان الآتي ذكره: «حَتَّى تَلْحَقَ
قَبَائِلُ مِنْ أُمَّتِي بِالْمُشْرِكِينَ، وَحَتَّى تَعْبُدَ قَبَائِلُ مِنْ
أُمَّتِي الأَْوْثَانَ»» يعني: من علامات الساعة أن جماعات من هذه الأمة
يلحقون بالمشركين، يعني: يعبدون الأصنام من دون الله عز وجل، سواء أكانت أصنامًا
منحوتة، أم قبورًا وأضرحة، لا فرق في ذلك.