وقد وقع ما أخبر به صلى الله عليه وسلم.
فالذي يقول: إن هذه الأمة لا يقع فيها شرك. ويأمن من الشرك، ويقول: إن
البلاد الإسلامية مصونة ومحمية من عند الله، فأهلها كلهم أهل توحيد، ولا يقع منهم
شرك، ولو كانوا يَدْعُون القبور، ويُعَظِّمون الموتى. ويقول: هذا ما هو بشرك. أو
يقول: أنا من المسلمين، وأعيش مع المسلمين، وفي بلاد المسلمين، فلا يقع مني شرك.
نقول له: كل هذه اعتبارات لا قيمة لها، والإنسان قد يقع منه الشرك في أي
مكان، وقد يقع منه الشرك ولو كان ما كان من العلم والمعرفة؛ لأن الشرك لا يُؤْمَن
على أحد.
قوله: «وَحَتَّى تَعْبُدَ قَبَائِلُ
مِنْ أُمَّتِي الأَْوْثَانَ» هذا خبر من الرسول صلى الله عليه وسلم بأن عبادة
الأصنام والأوثان ستعود في هذه الأمة، وربما كانت الدعوة إلى إحياء الآثار الآن
مُقَدِّمة إلى عبادة الأصنام!! ولا حول ولا قوة إلاَّ بالله.
قوله: «وقال عز وجل: ﴿ذَٰلِكَۖ وَمَن يُعَظِّمۡ حُرُمَٰتِ
ٱللَّهِ فَهُوَ خَيۡرٞ لَّهُۥ عِندَ رَبِّهِۦۗ وَأُحِلَّتۡ لَكُمُ ٱلۡأَنۡعَٰمُ
إِلَّا مَا يُتۡلَىٰ عَلَيۡكُمۡۖ فَٱجۡتَنِبُواْ ٱلرِّجۡسَ مِنَ ٱلۡأَوۡثَٰنِ وَٱجۡتَنِبُواْ
قَوۡلَ ٱلزُّورِ ٣٠حُنَفَآءَ لِلَّهِ غَيۡرَ مُشۡرِكِينَ بِهِۦۚ وَمَن يُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ
فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ ٱلسَّمَآءِ فَتَخۡطَفُهُ ٱلطَّيۡرُ أَوۡ تَهۡوِي بِهِ ٱلرِّيحُ
فِي مَكَانٖ سَحِيقٖ ٣١﴾» الرجس نجاسة؛ لأن
الشرك نجاسة والعياذ بالله. و«الأوثان»:
جميع ما عُبِد من دون الله؛ من حجر، أو شجر، أو قبر، أو صنم... أو غير ذلك.