هذا هو الشرك، وقد وقع فيه خلق كثير، وعندهم علم؛ وقعت فيه اليهود وعندهم
علم، ووقعت فيه النصارى وعندهم علم، ووقع في هذه الأمة بعد القرون المفضلة مع وجود
العلم.
فلا يأمن المسلم على نفسه من الوقوع في الشرك، والواجب عليه أن يَحْذَر
منه، ولا يَحْذَر منه إلاَّ إذا عَرَف ما هو الشرك حتى يتجنبه.
· والشرك ينقسم إلى قسمين:
الأول: شرك أكبر يُخْرِج من الملة، ويكون صاحبه خالدًا مُخَلَّدًا في النار.
الثاني: شرك أصغر لا يُخْرِج من الملة، ولكنه وسيلة إلى الشرك الأكبر. وأيضًا: هو
وإن كان شركًا أصغر فإنه أعظم من الكبائر.
فالشرك أكبر الكبائر، سواء أكان أكبر أم أصغر، فلا يُتهاون به، لا الأكبر
ولا الأصغر.
وهذا مما يوجب على المسلم أن يتعلم الشرك، وما هي حقيقته وما هي أنواعه،
وما هي أسبابه؟ حتى يتجنبه، ويحذر منه، ويسأل الله الثبات؛ لأنه وإن عَلِم فإنه لا
يأمن على نفسه من الانحراف والزيغ!
فاليهود والنصارى وضُلاَّل هذه الأمة وقعوا في عبادة الأنبياء والأولياء
والصالحين، وهم يعلمون.
وعُبَّاد القبور الآن أغلبهم متخرجون من الجامعات، ومعهم أعلى الشهادات
العلمية، ومع ذلك يخضعون للقبور ويعبدونها من دون الله عز وجل، ولم ينفعهم علمهم!!