· فلذلك يجب على المسلم الحذر من الشرك؛ فهو بين أمرين:
الأول: إما أن يقع فيه عن جهل إذا لم يكن يعرف ما هو الشرك وما هي أنواعه؟
كما حصل لبني إسرائيل حين قالوا لموسى عليه السلام: ﴿ٱجۡعَل لَّنَآ إِلَٰهٗا
كَمَا لَهُمۡ ءَالِهَةٞۚ﴾ [الأعراف: 138].
وكما حصل من بعض الصحابة رضي الله عنهم حين قالوا لمحمد صلى الله عليه وسلم:
«اجْعَلْ لَنَا ذَاتَ أَنْوَاطٍ كَمَا
لَهُمْ ذَاتُ أَنْوَاطٍ» ([1]).
الثاني: أن يقع فيه ليس عن جهل، وإنما عن عناد وتقليد للآخرين.
قال: «وقول الله عز وجل: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغۡفِرُ
أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ﴾» هذه الآية فيها
التحذير من الشرك، وهي خبر من الله عز وجل أنه لا يغفر الشرك، سواء أكان شركًا
أكبر أم أصغر! وهذا يدل على خطورته.
بينما قال عز وجل في آخر الآية: ﴿وَيَغۡفِرُ
مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُۚ﴾ فكل الذنوب التي دون الشرك تحت مشيئة الله؛ إن شاء
غفرها، وإن شاء عَذَّب بها ثم يُخْرِج أصحابها من النار إلى الجنة، فمآل
الموحِّدين إلى الجنة، إما ابتداء، وإما بعد تعذيبهم بالنار على ذنوبهم ومعاصيهم،
فلهم طمع في مغفرة الله عز وجل.
أما المشرك فليس له طمع في مغفرة الله، قَنَّطه الله منه وقطع طمعه بقوله عز وجل: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ﴾ وكلمة ﴿أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ﴾ تعني كل شرك، ولا تخص نوعًا من أنواع الشرك، بل كل أنواع الشرك لا يغفرها الله عز وجل لمن مات عليها.
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (2180)، وأحمد رقم (21897)، والطيالسي رقم (1443)، وأبو يعلى رقم (1441).