×

وفي هذه الآية لم يَستثنِ، كما استثنى في آخرها ولم يأتِ بالمشيئة، بينما جاء بها في قوله لأصحاب الكبائر: ﴿وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُۚ.

فهذا مما يدل على خطورة الشرك، وإذا كان بهذه الخطورة فكيف لا يخافه الإنسان على نفسه؟!

قال: «قال النووي رحمه الله: أما دخول المشرك النار فهو على عمومه، فيَدخلها ويُخَلَّد فيها، ولا فرق بين الكتابي - اليهودي والنصراني -، وبين عَبَدة الأوثان وسائر الكفرة».

والآن يوجد فريق من الناس يقول: إن اليهود والنصارى مؤمنون ولا يجوز تكفيرهم.

والذي يقول هذه المقالة يعتبر مرتدًّا عن الإسلام؛ لأنه لم يُكَفِّر الكافر، ومَن لم يُكفِّر الكافر فهو مثله.

فاليهود والنصارى على وضعهم الحاضر وبعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم، وإعراضهم عن اتباعه، وتكذيبهم لرسالته - لا يجوز أن يقال: إنهم أهل دين. لأنهم كفروا وصاروا من أهل النار، إلاَّ أن يتوبوا إلى الله عز وجل، ويتبعوا رسوله صلى الله عليه وسلم.

فالذي يقول: «إنه لا يجوز تكفيرهم». هذا إما جاهل، وإما مغالط، والعياذ بالله.

والواجب عداوة اليهود والنصارى، واعتقاد أنهم كفار.

وكيف نقول: «إن اليهود مؤمنون» وهم يجحدون نبوة عيسى عليه السلام، ونبوة محمد صلى الله عليه وسلم، ويقولون في حق الله المقالات الشنيعة والعياذ بالله؟!

وكيف نقول: «إن النصارى مؤمنون» وهم يقولون: «المسيح ابن الله»، أو «ثالث ثلاثة»، أو «هو الله»؟!


الشرح