×

قوله: عن ابن عباس رضي الله عنهما - أي: عبد الله بن عباس - أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذًا إلى اليمن - قال: «إِنَّكَ تَأْتِي قَوْمًا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ: شَهَادَةُ أَنْ لاَ إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ...» الحديث.

وأهل الكتاب المذكورون في هذا الحديث: مَن كان في اليمن من اليهود والنصارى إذ ذاك.

قوله: «فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ: شَهَادَةُ أَنْ لاَ إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ»، وكانوا يقولونها، لكنهم جَهِلوا معناها الذي دلت عليه؛ من إخلاص العبادة لله وحده لا شريك له، وتَرْك عبادة ما سواه.

فكان قولهم: «لا إله إلاَّ الله» لا ينفعهم؛ لجهلهم بمعنى هذه الكلمة.

كحال أكثر المتأخرين من هذه الأمة؛ فإنهم كانوا يقولونها مع ما كانوا يفعلونه من الشرك بعبادة الأموات والغائبين والطواغيت والمَشاهد، فيأتون بما ينافيها، فيُثبِتون ما نفته من الشرك باعتقادهم وقولهم وفعلهم، وينفون ما أثبتته من الإخلاص كذلك.

وظنوا أن معناها: القدرة على الاختراع! تقليدًا للمتكلمين من الأشاعرة وغيرهم.

وهذا هو توحيد الربوبية الذي أقر به المشركون، فلم يُدخلهم في الإسلام؛ كما قال الله عز وجل: ﴿قُل لِّمَنِ ٱلۡأَرۡضُ وَمَن فِيهَآ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ إلى قوله: ﴿فَأَنَّىٰ تُسۡحَرُونَ [المؤمنون: 84- 89]، وقوله: ﴿قُلۡ مَن يَرۡزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِ أَمَّن يَمۡلِكُ ٱلسَّمۡعَ وَٱلۡأَبۡصَٰرَ


الشرح