×

أما إذا كانت مؤسسة على العلم وعلى الإخلاص والنصيحة، فهذه تنجح بإذن الله، ولو كانت من فرد واحد.

المسألة الخامسة: أن الشرك نقص عظيم يجب تنزيه الله عنه؛ لأن الله عز وجل كامل، له الكمال المطلق.

فمَن أشرك به فقد تَنَقَّصَه. ومَن نفى صفات الله عز وجل أو أَوَّلَها فقد تَنَقَّصَ الله عز وجل، فالمُؤوِّلة والمُشَبِّهة الذين يُشَبِّهون الله بخلقه أو يُؤوِّلون صفات الله أو يُلحدون في أسمائه - هؤلاء تَنَقَّصُوا الله عز وجل، وهذا نقص يُنَزَّه الله عز وجل عنه. ومَن وصفه بما لا يليق به، أو سماه بغير ما سَمَّى به نفسه، فقد تَنَقَّصَه. ومَن حَكَم بغير ما أنزل فقد تنقصه. ومَن عصى أمره أو ارتكب نهيه فقد تنقصه سبحانه.

المسألة السادسة - وهي مهمة جدًّا -: البراءة من المشركين، فالذي يدعو إلى الله - بل وكل مسلم، لكن الذي يدعو إلى الله من باب أَوْلى لأنه قدوة - يجب عليه أن يتبرأ من المشركين؛ لأنهم أعداء الله، وأعداء رسوله، وأعداء المؤمنين، قال عز وجل: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمۡ أَوۡلِيَآءَ [الممتحنة: 1].

فمَن لم يتبرأ من المشركين فإنه لم يحقق الدعوة إلى الله عز وجل، حتى وإن انتسب إليها. وهذه مسألة عظيمة.


الشرح