×

قال: «قال عز وجل: ﴿وَمَآ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِيٓ إِلَيۡهِ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنَا۠ فَٱعۡبُدُونِ [الأنبياء: 25] » كل الرسل جاءوا بالأمر بعبادة الله وإفراده بالإلهية، وما جاءوا يطالبون الناس بالنظر والاستدلال أولاً؛ لأنهم مُقِرون ومعترفون به، وما أنكروا حتى تقول لهم: انظروا.

قال: «وقال عز وجل: ﴿قَالَتۡ رُسُلُهُمۡ أَفِي ٱللَّهِ شَكّٞ فَاطِرِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ [إبراهيم: 10].

قال العماد ابن كثير رحمه الله: هذا يحتمل شيئين:

أحدهما: أفي وجوده شك؟ فإن الفِطَر شاهدة بوجوده، ومجبولة على الإقرار به؛ فإن الاعتراف به ضروري في الفِطَر السليمة.

والمعنى الثاني: أفي إلهيته وتفرده بوجوب العبادة له شك؟ وهو الخالق لجميع الموجودات؟».

التفسيران متقاربان ليس بينهما اختلاف، سواء فسرنا ﴿أَفِي ٱللَّهِ شَكّٞ أي: في وجوده، أو في عبادته واستحقاقه للعبادة.

قال: «وروى أبو جعفر بن جرير بسنده عن عكرمة ومجاهد وعامر - أنهم قالوا: ليس أحد إلاَّ وهو يعلم أن الله خلقه وخلق السماوات والأرض، فهذا إيمانهم» ما من أحد يَدَّعِي أن السماوات والأرض مخلوقة لغير الله، ولا أحد يدعي أن شجرة أو حيوانًا أو صخرة خلقها غير الله! حتى الملاحدة لا يَدَّعُون أن هذا الكون خلقه الرئيس الفلاني، أو المهندس الفلاني، أو الدولة الفلانية، كلهم يعترفون بفِطَرهم وبألسنتهم أنه لا خالق إلاَّ الله سبحانه وتعالى.


الشرح