×

قوله: «فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ، فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ» فيه دليل على أن المشرك لا يُطالَب بفعل الصلاة إلاَّ إذا أسلم بتركه الشرك باطنًا وظاهرًا؛ لأن الإسلام شرط لصحة العبادة، كما قال النووي رحمه الله ما معناه: إنه يدل على أن المطالبة في الفرائض في الدنيا لا تكون إلاَّ بعد الإسلام، ولا يَلزم من ذلك أن لا يكونوا مخاطبين بها، ويزاد في عذابهم في الآخرة. والصحيح أن الكفار مخاطبون بفروع الشريعة المأمور به والمنهي عنه. وهذا قول الأكثرين. انتهى.

قوله: «فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذَلِكَ، فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدُّ فِي فُقَرَائِهِمْ» فيه أن الزكاة لا تنفع إلاَّ مَن وَحَّد اللهَ، وصلى الصلوات الخمس بشروطها وأركانها وواجباتها. والزكاة قرينة الصلاة في كتاب الله عز وجل، ويدل على هذه الجملة قوله عز وجل: ﴿وَمَآ أُمِرُوٓاْ إِلَّا لِيَعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ حُنَفَآءَ وَيُقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤۡتُواْ ٱلزَّكَوٰةَۚ وَذَٰلِكَ دِينُ ٱلۡقَيِّمَةِ [البينة: 5].

فمَن أتى بهذه الأمور أتى ببقية الأركان؛ لقوة الداعي إلى ذلك؛ لأن ذلك يقتضي الإتيان بها لزومًا.

قال عز وجل: ﴿فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَوٰةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمۡۚ [التوبة: 5].

قال أنس في الآية: «توبتهم: خَلْع الأوثان، وعبادتهم ربهم، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة» ([1]).


الشرح

([1])  أخرجه: ابن ماجه رقم (70).