×

وعن ابن مسعود مرفوعًا: «أُمِرتم بإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، ومَن لم يُزَكِّ فلا صلاة له» ([1]).

وقال ابن زيد: «أَبَى الله أن تُقْبَل الصلاة إلاَّ بالزكاة» ([2]).

وفيه بيان مَصْرِف الزكاة.

**********

 قضية أن المشركين مُخاطَبون بفروع الشرائع أو غير مخاطبين - هذه قضية خلافية، والظاهر فيها أنها ليس تحتها طائل، المهم أن الأعمال لا تصح إلاَّ بعد التوحيد، هذا هو المقصود.

وقول النووي رحمه الله: «ويُزاد في عذابهم في الآخرة» يعني: يُعَذَّبون على ترك الصلاة وعلى ترك الزكاة وعلى ترك العبادات، زيادة على تعذيب الكفر والشرك.

فمن أدى الزكاة وهو مشرك لم يشهد أن لا إله إلاَّ الله، لم تنفعه. أو يشهد أن لا إله إلاَّ الله لكنه لا يصلي، لا تنفعه الزكاة؛ لأن أول شيء التوحيد، ثم الصلاة، ثم الزكاة، ثم الصيام، ثم الحج، ثم بقية الأعمال.

قوله: «ويدل على هذه الجملة قوله عز وجل: ﴿وَمَآ أُمِرُوٓاْ إِلَّا لِيَعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ حُنَفَآءَ وَيُقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَيُؤۡتُواْ ٱلزَّكَوٰةَۚ وَذَٰلِكَ دِينُ ٱلۡقَيِّمَةِ» الآية تدل على ما دل عليه الحديث.


الشرح

([1])  أخرجه: الطبراني في «الكبير» رقم (10095).

([2])  أخرجه: الطبري في تفسيره (10/ 87).