وقال عز وجل: ﴿وَلۡتَكُن
مِّنكُمۡ أُمَّةٞ يَدۡعُونَ إِلَى ٱلۡخَيۡرِ وَيَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ
وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِۚ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ﴾ [آل عمران: 104].
فالواجب على المسلم أن يمتد خيره إلى غيره، وأن ينفع الناس، ويُعَلِّمهم
مما عَلَّمه الله، ويُخرجهم من الضلال إلى الهدى، فإنه مسئول عن ذلك أمام الله
سبحانه وتعالى.
فمَن عَلِم هذه الأبواب - عَرَف التوحيد وفضله، وعَرَف تحقيقه، وعَرَف
الشرك وتَجَنَّبه - فإنه يجب عليه أن يدعو إلى ذلك، ولا يسكت على الشرك؛ كما هو
واقعُ كثير من طلبة العلم والعلماء، الذين يرون الناس على العقائد الفاسدة
والعقائد الباطلة وعبادة الأضرحة، ويسكتون على ذلك، ويقولون: «نحن لا نهتم إلاَّ بأنفسنا». وهم بهذا قد ضيعوا واجبًا عظيمًا.
ولو أن العلماء وطلبة العلم قاموا بما أوجب الله عليهم من هذا الأمر في
جميع الأمصار، لرأيت للمسلمين حالة غير هذه الحالة!!
فالآن بلاد الإسلام تَعُجّ بالشرك الأكبر، تُبنَى فيها المَشاهد، والمزارات
الشركية، ويُنفَق عليها الأموال، ودول الكفر تساعد على ذلك! والمسلمون ساكتون على
هذا الوضع، وهذا خطر عظيم أصاب الأمة، وما أصيبت به من حروب ومجاعات وأمور
تعرفونها - إنما هو نتيجة لهذا الإهمال - والعياذ بالله - فهذا واجب عظيم.
ولهذا قال رحمه الله: «باب الدعاء»:
أي: الدعوة إلى التوحيد «إلى شهادة أن لا
إله إلاَّ الله» أي: تعليم الناس هذا الأمر العظيم.